قوة الدفع النووية الأوتوماتية:
في عام 1954 م دشَّنت الولايات المتحدة أول سفينة في العالم تعمل بقوة الدفع النووية وهي الغواصة نوتيلُس التي سُحبت من الخدمة عام 1979م، كما بنى الاتحاد السوفييتي (سابقًا) أول سفينة تعمل على السطح وتُدفع بالقوة النووية، وهي كاسحة الجليد لينين التي بُنيت في لينينغراد (بطرسبرج الآن) ودخلت الخدمة لأول مرة عام 1959م، وهي أكبر كاسحة ثلوج في العالم، أما أول سفينة تجارية تعمل بالطاقة النووية في العالم فقد دشَّنتها الولايات المتحدة عام 1959م، وتسمَّى السافانا و قد توقفت عن العمل منذ عام 1971م، ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين دأبت كلٌّ من ألمانيا و اليابان والاتحاد السوفييتي (سابقًا) على بناء سفن تجارية تعمل بالطاقة النووية، لكن استخدام الطاقة النووية للسفن التجارية لايزال أمرًا غير ممكن نظرًا لأن تكاليف بنائها وتشغيلها عالية.
أما اليوم فإن السفن ماضية في طريقها لتصبح ذاتية الدفع فعلى سبيل المثال توجد في سفن حديثة كثيرة معداتٌ إلكترونية تعمل على ضبط تدفق زيت الوقود والهواء إلى غرفة الاحتراق وضبط تدفق الماء إلى الغلايات (المَراجل)، وتساعد إسعافات الملاحة الذاتية الحركة السفن في المحافظة على مسارها الصحيح، كما أصبحت أحجام السفن في ازدياد مطرد حتى تم تطوير نوع جديد تمامًا من السفن، والقسم التالي من هذه المقالة يتناول أنواع السفن المستخدمة اليوم ويصف كيفية تطوُّرها.
سفن اليوم:
حتى أواخر أربعينيات القرن العشرين كانت ملكات البحر من السفن هي عابرات المحيطات من سفن نقل الركاب العملاقة، وقد بنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا معظم هذه الفنادق الكبيرة العائمة، وركَّزت سفن الركاب على توفير الرفاهية والخدمات، إضافةً إلى وجود الأرضيات المصنوعة من الخشب على متونها وأطقم غرف الآلات والأعداد الكبيرة من البحارة العاملين بغرف القيادة وغرف تناول الطعام والطباخين والخبازين وعمال الخدمات الآخرين العاملين بالسفن.
فبدءاَ من أواخر أربعينيات القرن العشرين بدأت الطائرات في نقل أعداد متزايدة من المسافرين عبر البحار، وتوجد اليوم أعداد قليلة نسبيًا من سفن الركاب تجوب المحيطات بينما أضحت سفن شحن البضائع العملاقة ملكات البحر، وتميزت هذه السفن بالكفاءة وبفوائدها الاقتصادية.
وصارت أحجام سفن الشحن تكبر مع مرور الزمن والواقع أن ذلك يُعزى في المقام الأول لأسباب اقتصادية، ودلالةً على ذلك وجد أرباب السفن أن من الأرخص لهم نقل 91،000 طن متري من النفط في ناقلة واحدة ضخمة بدلاً من استخدام خمس سفن حمولة كلّ واحدة منها 18،000 طن متري، صمّم بناؤو السفن ناقلات يمكن شحنها وتفريغها خلال زمن وجيز باستخدام أقل عدد من العمال إضافةً إلى ذلك أخذ عدد السفن ذاتية الدفع يزداد باطراد بحيث يمكن تسييرها بوساطة بحارة تتناقص أعدادهم باستمرار.
ويمكن تقسيم السفن حسب نوع حملتها إلى: