عادات مص الإصبع:
هي العادة الأكثر تكراراً بين العادات الفموية وثلثا حالاتها تتوقف مع نهاية عمر الخمس سنوات حسب ما جاء في دراسة .HELLE
يتساءل معظم أطباء الأسنان عن الاضطرابات الناجمة عن ممارسة هذه العادة والتي تتعلق بشدة ودوام وتكرار العادة بالإضافة إلى نوع الإصبع المستخدمة وكيفية وضعها في الفم، فالشدة INTENSITY هي مقدار القوة المطبقة على الأسنان والنسج الفموية خلال عملية المص ويعرف دوامها DURATION بمقدار الزمن المستخدم في عملية المص أما التكرار FREQUENCY فهو عدد مرات ممارستها خلال اليوم، إن الدور الأخطر يكمن في دوام العادة، فقد أشارت الدراسات إلى أن ممارسة العادة بين / ٤ - ٦ / ساعات يومياً كاف لإحداث الحركة السنية وبناءً عليه فالطفل الذي يمارسها بشدة متقطعة لا يتأثر كالطفل الذي يمص بشكل متواصل لأكثر من ست ساعات.
إن الأعراض الفموية الأكثر مشاهدةً لممارسة هذه العادة هي:
1- العضة المفتوحة الأمامية :Anterior open bite
وتنجم عن استقرار الإصبع بشكل مباشر على القواطع وهذا ما يمنع استمرار أو اكتمال بزوغها، في حين تستمر الأسنان الخلفية بالبزوغ، وبالطبع فإن كبح النمو أسهل حدوثاً من انغراس السن، ومع تطاول الأسنان الخلفية تزداد العضة المفتوحة الأمامية وضوحاً.
2- البروز الدهليزي للقواطع العلوية والميلان اللساني للقواطع السفلية:
وهذا يعتمد على كيفية وضع الإصبع في الفم وعلى تكرار العادة إضافة إلى شدة ودوام وتكرار العادة حسب رأي بعض العلماء. وبطبيعة الحال سينجم عن وضع الإصبع ضغط) على السطح الحنكي للقواطع العلوية وعلى السطح الدهليزي للقواطع السفلية ( يكفي لإحداث الخلل المذكور مما يعطي تسطحاً في المنطقة الأمامية السفلية.
3- تضيق الفك العلوي :Maxillary constriction
وهذا التضيق ينجم عن التغير في التوازن بين الجهاز الفموي واللسان، فعندما توضع الإصبع في الفم يدفع اللسان نحو الأسفل بعيداً عن قبة الحنك، وتستمر العضلة الماضغة والدويرية الفموية بتطبيق القوة على السطوح الدهليزية للأسنان العلوية، وتتقلص هذه العضلات من جراء عملية المص وينجم عن ذلك ظهور العضة المعكوسة الخلفية والتي ترافقها قبة حنك ضيقة وعميقة.
أما الأعراض خارج الفموية فتتظاهر على:
1- الإصبع المستخدمة:
في الحالات المتقدمة يستطيع طبيب الأسنان تشخيص العادة من خلال الإصبع المستخدمة لأنها تكون نظيفة مدببة قصيرة الظفر مع ثؤلول ليفي قاسٍ أحياناً على السطح الخارجي وذات شكل مشوه.
2- شكل الوجه:
وهنا تبرز مجموعة من الأسئلة لمعرفة تأثيرات العادة فمثلاً:
- ماهي الأجزاء المتعلق بعضها ببعض في وجه الطفل؟
- هل لدى الطفل فك علوي بارز أم فك سفلي متراجع ؟
- ما هو مستوى زاوية الفك السفلي عند الطفل ؟
- هل لدى الطفل شفة علوية قصيرة ناقصة التوتر ؟
3- العادات الأخرى المرافقة:
لا تزال المعطيات غير دقيقة عن مدى التأثير الهيكلي لعادة المص، فالبعض يعتقد بأن الفك العلوي والنتوء السنخي يتحركان نحو الأمام والأعلى، بالتأكيد إذا حدثت الحركة السنية فلا بد من بعض التغير السنخي .
وفي دراسة للعالم FUKUTA عام 1996 لاحظ فيها وجود نسبة عالية من العلاقة الوحشية للأرحاء بعمر خمس سنوات عند أطفال يمارسون عملية مص الإصبع مقارنين بمن ليس لديهم هذه العادة من أقرانهم .
- تدبير عادة مص الإصبع:
يجب دراسة توقيت المعالجة بعناية، فالرغبة لدى الأهل أو الطفل عنصر حاسم في نجاح المعالجة، ومن الضروري إعطاء الطفل فرصة إيقاف العادة بشكل عفوي قبل بدء بزوغ الأسنان الدائمة، لكن إذا وقع الاختيار على المعالجة فالأفضل أن تكون بين عمر 4 – 6 سنوات، قد يتيح تأجيل المعالجة إلى عمر المدرسة الفرصة للتوقف العفوي للعادة بتأثير زملاء الصف، فإذا توقفت العادة قبل البزوغ الكامل للقواطع الدائمة فإن العضة المفتوحة تتراجع وتكون العلاقة بين القواطع الدائمة طبيعية.
عموماً هناك اتفاق على أن إيقاف عادة مص الإصبع لا يؤذي التطور العاطفي للطفل ولا يسبب لجوء الطفل إلى عادة أخرى، ومع ذلك، يجب على طبيب الأسنان أن يقوم الكمون الداخلي للطفل قبل بدء المباشرة بإيقاف العادة، وقد يكون من الأفضل تأجيل ذلك لدى الأطفال الذين تعرضوا مؤخراً لتغيرات شديدة في حياتهم كانفصال أو طلاق الوالدين أو فقدان أحد الأخوة أو التحول لمجتمع جديد أو تغيير المدرسة وهناك أربع طرق للمعالجة اعتماداً على مدى رغبة الطفل في إيقاف العادة وجميعها تهدف إلى إعادة المريض من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي ليستطيع بعدها السيطرة على العادة.
الطريقة الأولى: