تأتي أهمية هذه الأمراض من كونها لا تترافق عادة عند الأطفال واليافعين بأعراض مؤلمة تستدعي من المريض اللجوء إلى طبيب الفم والأسنان للمعالجة في مراحلها الأولى بالرغم من أنها أمراض مترقية وتتحول إلى إصابة متقدمة في النسج الداعمة قد تودي بالأسنان، لذلك فالمعالجة المبكرة لالتهابات اللثة والنسج الداعمة أمر أساسي وضروري فقد أكد STALLARD أن الأمراض اللثوية المخربة غالباً ما تبدأ بأعمار مبكرة لكنها لا تلاحظ قبل العقد الثالث من العمر وتنتقل الإصابة من الالتهاب اللثوي إلى النسج الداعمة بدءاً من عمر الخامسة عشرة، لذلك نادراً ما تشاهد الإصابة المتقدمة في الأعمار المبكرة.
من الصعوبة توصيف النسج الداعمة واللثة الطبيعية عند الأطفال لأنها في تغير مستمر نتيجة لعمليات البزوغ والسقوط الفيزيولوجي للأسنان، لكنها عموماً تحمل اللون الزهري الشاحب بسبب رحجان كمية النسيج الضام مقارنة مع الأوعية الدموية وأقرب للون جلد الوجه منه للون الشفاه، وتكون ملتصقة بالعظم السنخي والأسنان المؤقتة بشكل واضح .
وخلال فترة البزوغ تصبح أكثر احمراراً ورخاوة وأقل التصاقاً بالعظم الداعم، بسبب نقص كثافة النسيج الضام في الطبقة الخاصة من اللثة.
في مرحلة الأسنان المؤقتة، تكون الحواف الحرة أكثر استدارة وضخامة، وكذلك الحليمات بين السنية بحيث تملأ المسافة بين السنية تماماً .
- يعطي السطح البشري اللثوي ملمساً مخملياً ليناً يتخلله ارتفاعات سطحية خفيفة، وعندما تكون هذه الارتفاعات والبروزات أكثر وضوحاً ونضجاً توصف اللثة عندها باللثة المحببة) المنقطة) بدءاً من عمر الثلاث سنوات لتصبح بعمر العاشرة على شكل شريط يمتد من الحافة الحرة للثة والحليمات اللثوية إلى القسم المخاطي السنخي.
تصل الحافة الحرة للثة إلى منطقة بروز تيجان الأسنان المؤقتة، وغالباً ما يكون في الناحية اللسانية والدهليزية تمادٍ غير منفصل تجاه الطعام الذي يمر أثناء المضغ من السطح الطاحن للأسنان إلى النسج الرخوة.
يصل الميزاب اللثوي إلى عمق 1 ملم أو أقل تحت بروز التاج، حيث السطح البشروي ) للميزاب واللثة والغشاء المخاطي( بحالة نمو مستمر لذلك فهو سريع التوسف والالتئام.
- يشاهد في 60 % من الأطفال بين عمر 2 – 21 سنة نتوء محدد أملس ثنائي الجانب ما بين الحافة اللثوية الحرة واللثة الملتصقة على الجانب اللساني للفك السفلي بجانب الناب والتي تدعى الحليمات النابية Retrocuspid papillae وهي بنى تشريحية طبيعية تتألف من أوعية دموية رقيقة، تأخذ مظهر الورم العرقي الدموي، لكنها في كثير من الحالات كانت عبارة عن أوعية لمفاوية إلى جانب البنى التشريحية الأخرى.
تتراجع هذه العقد مع تقدم العمر. يجب على الطبيب ألا يخلط في تشخيصها بتشخيص الخراجات اللثوية.
وتظهر التهابات النسج الداعمة بالتصوير الشعاعي كما يلي) نقص ثخانة الطبقة العظمية المحيطة بجذر السن Lamia dura - زيادة عرض منطقة الرباط السنخي السني – سعة المسافات النقية – قلة عدد الحجب العظمية – رقة طبقة الملاط - تسطح قمة العظم السنخي(.
تحدث الأسباب العرضية التهاباً لثوياً ناجماً عن أشكال التخريش المختلفة، كالتخريش الآلي خلال مضغ الطعام، ومن حركات اللسان والشفاه والخدين والتبدل المستمر بين الرطوبة والجفاف الناتجين عن وجود اللعاب أو عدمه على سطح اللثة، أما التخريش الكيميائي فيحدث بسبب التوابل والمواد الحمضية والقلوية في الطعام، ويحدث التخريش الجرثومي من المنتجات المصنعة من الجراثيم العالية التركيز التي تتجمع حول الأسنان.
إن عملية المضغ بحد ذاتها تقوم بتنظيف اللثة من خلال الطعام الحاوي على الألياف التي تتطلب المضغ الجيد، إذ أن اللثة تكيفت تكيفاً يلائم هذه الوظيفة من خلال الشكل والتركيب والمحيط، فالألياف الغليظة تشد اللثة إلى العظم وتقربها إلى أعناق الأسنان.
قد يكون من الصعب على الطفل فهم تنظيف الأسنان أكثر من كونها نظيفة من بقايا الطعام، لذلك تعتبر الحبوب الكاشفة عاملاً مساعداً في إظهار مناطق اللويحة لتعليم الطفل فلسفة التفريش.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التمعدن يحصل في اللويحات الجرثومية ويصعب إزالتها بعد / 12 / ساعة، لذلك فالتفريش صباحاً ومساء على الأقل يؤخر إذا لم يمنع تمعدن اللويحة وبالتالي لا توجد أصلاً.
هناك بعض الأسباب الموضعية المؤدية لحالات الانحسار الشديد لدى الأطفال والتي لا تشاهد عادة في هذه الأعمار، منها الإطباق الرضي وأكثرها ملاحظة في المنطقة الدهليزية للقواطع السفلية وهذه تزول بمعالجة الإطباق المذكور، ومنها آلية ميكانيكية ناجمة عن استخدام اللهاية بطريقة خاطئة أو عادة دفع النسج اللثوية بالظفر، ويتوقف الانحسار ثم يعود تدريجياً مع توقف هذه العادات الضارة، كما يشاهد هذا الانحسار أيضاً بحالات توضع كميات من القلح على الحافة اللثوية المنخفضة، ويجب التقليح لمنع استمرار الانحسار.
أيضاً يحدث هذا الانحسار بحالات ارتكاز اللجام المرتفع في منطقة القواطع السفلية وقلة عمق الميزاب الذي يفصل الشفة عن اللثة، والعلاج عادة بقطع اللجام جراحياً.
أما الأسباب العامة فتكمن في التغيرات الحاصلة على المواد التي تستخدمها النسج في استقلابها كالهرمونات والفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى المواد الغذائية والأوكسجين، إذ تؤدي مع مرور الزمن إلى اضطراب موضعي شديد في النسج اللثوية وإلى جانب تلك التغيرات الخلوية تأتي بعض الأمراض العامة كالترفع الحروري الشديد، كالإصابة بإحدى الحميات الطفحية والتي لا يقوم معها الطفل بالحركات الفموية المعتادة المساهمة في عملية التنظيف، إضافة إلى تناول الأطعمة نصف السائلة، كما يحدث انخفاض في إفراز اللعاب، وكل ذلك يتبعه زيادة هائلة في كمية الجراثيم التي ينجم عنها التهاب اللثة.
- اللسان الجغرافي :Geogaphic tongue