طرق تدبير سلوكية الطفل في العيادة السنية:

يتدرج السلوك بين المؤثر والاستجابة، فالتحكم بالمؤثر يضبط الاستجابة التي تحدث نتيجة لتفسير وتأويل العامل المؤثر.

وفي ممارسة طب أسنان الأطفال ترتكز عملية توجيه السلوك بشكل إيجابي على ثلاثة عناصر أساسية هي الطفل والطبيب ومؤثرات العيادة .

فالطفل ذو النشأة السليمة ضمن أسرة سعيدة متماسكة سيكون متوازناً عاطفياً ويتفاعل مع الإجراءات العلاجية ويأخذ دوره في نجاح المعالجة أما الطبيب فيجب أن يملك قدراً مناسباً من التوازن الانفعالي وأن يتماسك عند الغضب ويثق بنفسه ويملك مهارات الاتصال المناسب مع الأطفال، والقدرة على فهم علامات القلق وتعابيره غير اللفظية عند الطفل ليقوم بإزالتها أو تخفيفها من خلال سبرها والتعرف على أسبابها بفهم وصبر وأناة، وذلك لجعل العلاج عملية متاحة ضمن تفاعل إيجابي مع الطفل والعامل الثالث هو مثيرات العيادة من ضجيج الأجهزة، ومنظرها ورائحة الأدوية، هناك عدة طرق لتوجيه سلوكية الطفل ضمن العيادة السنية أهمها اللادوائية ) النفسية) ثم التركين الواعي والعميق وأخيراً التخدير العام.

وسنتحدث عن الطرائق النفسية:

الاتصال :Communication

تأسيس التواصل الفعال من أهم الأهداف عند التعامل مع الأطفال في العيادة السنية، والتواصل الشفوي هو أكثر طرق التواصل استخداماً فالأطفال الصغار يفخرون بملابسهم وممتلكاتهم ويحبون السؤال عنها، والأطفال الأكبر يميلون إلى الملابس الرياضية ويحبون السؤال عن نشاطاتهم وإنجازاتهم الدراسية وعلى الطبيب استخدام الأسئلة المفتوحة والتي لا تكون إجابتها بنعم أو لا، وهذا ما يؤمن للطفل الراحة والطمأنينة وخلق العلاقة الودية مع الطبيب وإزالة حاجز التوتر والمخاوف المرتقبة في التعامل مع أدوات المعالجة إلى جانب ذلك هناك التواصل غير الشفوي والذي يتم بعدة حواس وطرق منها التربيت على كتف الطفل لنقل الشعور بالدفء، وابتسامة المساعدة لتشعر الطفل بالاستحسان والقبول، وأحاسيس العيون تنقل العديد من الرسائل، لكن عندما يتجنب الطفل النظر إلى عيني الطبيب أو المساعدة، فإنه يعبر عن عدم رغبته بالتعاون الكامل.

تتم طريقة MOSS في التواصل عبر عدة حواس وهي تتضمن ثلاثة عناصر:

١- المعطي :Transmitter وهو طبيب الأسنان أو المساعدة، ويكون طرف واحد فقط خلال وقت معين فإذا دخل الطبيب في مناقشة مع الطفل يجب أن تحجم المساعدة والأهل عن المداخلة أو التعليق، لأن الطفل يستطيع الانقياد لشخص واحد بوقت معين.

ويجب الاهتمام بالصوت من حيث طبقته ولهجته لأنه يعكس موقف المعطي حزماً وجدية.

٢- الوسيط Medium : والمقصود به جو العيادة من حيث التصميم والصور الموجودة والموسيقا والمجلات والترتيب والنظافة وهي وسائل اتصال مهمة.

٣- المتلقي :Receiver وهو الطفل، فالأطفال يملكون فسحة انتباه ضيقة لذلك ينسون بسرعة، وهنا على الطبيب أن تكون رسائله مستمرة، فإذا اضطر لقطع الاتصال، يجب على المساعدة متابعة المهمة وإلا شعر الطفل بالخوف، على الطبيب تشجيع الأطفال الصغار على لمس الأدوات والأغراض غير المؤذية كالحاجز المطاطي ولفافات القطن والانتباه لوضع الضوء كيلا يكون تركيزه على عيون الطفل لأنه سبب مهم للإزعاج.

- اللغة والتعبير :Language and expression

بما أن القسم الأكبر من التواصل شفوياً يجب الاهتمام بما يقال وكيفية القول، ومخاطبة كل طفل حسب مستوى إدراكه ) وهذا لا يعني أن يتحدث الطبيب بلغة طفولية) فإذا كان العمر الزمني لطفل ست سنوات ومستوى إدراكه ثلاث سنوات، فيجب التواصل معه بمستوى طفل ثلاث سنوات وأيضاً العكس بالعكس، يجب استخدام لغة خاصة بمدلول خاص تستبدل فيها المصطلحات بمدلول مسالم، فمثلاً يقدم الحاجز المطاطي على أنه معطف مطاطي واقي من المطر أو مظلة.

يعد التحكم بالصوت مهماً جداً في تدبير السلوكية، فتبديل طبقة الصوت خلال المعالجة حسب نوعية السلوك يكون بمثابة رسالة موجهة إلى الطفل لضبط سلوكه، وهو بديل عن الكلمات التي تثير نفور الطفل وتثير استجاباته السلبية فالصوت الناعم اللطيف مع الإطراء يوحي بتبديل الطفل لسلوكه، أما الانتقال إلى طبقة أعلى فيها شيء من الحزم فيتم عندما يشعر الطبيب أن الموقف يحتاج إلى مزيد من ضبط الحركة العشوائية المربكة للمعالجة.

-الآلية النفسية في التعليم:

وتعتمد على نظرية الإثارة والاستجابة في التعلم Stimulus–Response learning theory ، فالمثير له عدة أشكال: حركية (كالدخول إلى غرفة الانتظار الجلوس على الكرسي) أو تخيلية ) كالتفكير بصوت القبضة - تصور الطبيب بيده أداة) أما الاستجابة فقد تكون داخلية أو خارجية أو مشتركة ) فمثلاً عند دخول الطفل إلى العيادة السنية حاملاً خبرة سنية سابقة سيئة تكون استجابته الداخلية هي الخوف والقلق أما الخارجية فهي البكاء).

هناك العديد من المبادئ المستخدمة في التعلم أهمها:

Create new account

Download eMufeed Android Application Now

 

للاعلان