الشخصية بوصفها ذات
عندما نتوقف عن دراسة سلوك الآخرين برهة ونبدأ في التفكير حول سلوكنا الخاص فإن كل شخص منا يصبح واعياً لشخصه ولمشاعره واتجاهاته ولشعوره بالمسؤولية عن أفعاله.
وقد ركز عدد من منظري القرن العشرين عملهم على ما أصبح معروفاً باسم الذات وبصورة عامة فإن لتعبير الذات مجموعتين من المعاني.
المجموعة الأولى:
معنية باتجاهات الشخص حول نفسه وبتصوره لما هو عليه وكيف يتصرف وللانطباع الذي يتركه لدى الآخرين ولسماته وقدراته ونقاط ضعفه وقوته هذه المجموعة تشمل ما هو معروف باسم مفهوم الذات أو صورة الذات. الاتجاهات والمشاعر والإدراكات وتقديرات الذات بوصفها موضوعاً.
والمجموعة الثانية من المعاني: تتصل بالعمليات السيكولوجية التي هي الوظائف التنفيذية والعمليات التي يتعامل بها الفرد ويفكر ويتذكر ويدرك ويخطط وهذان المعنيان (الذات كموضوع والذات كعملية) ظاهران في معظم النظريات التي تستعمل أي نوع من بناء الذات.
وقد تأملنا سابقاً مفهوماً من هذا النوع فالأنا في نظرية التحليل النفسي تشمل الوظائف التنفيذية للشخصية والواقع هو الأنا تلعب بالنسبة إلى عدد من المحللين الجدد الدور الأساسي وقد كانت آنا فرويد ابنة فرويد نفسها قائدة هذه الحركة.
ومفاهيم الذات سائدة أيضاً في النظريات الفينومينولوجية المبنية على العالم الذاتي المدرك لخبرة الفرد المباشرة وهناك منظران كانا أكثر المنظرين الفينومينولوجيين نفوذاً وإلحاحاً على مفاهيم الذات هما كارل روجرز وإبراهام ماسلو وسوف نتأمل نظريتيهما بإيجاز.
نظرية الذات لدى روجرز
نشأت نظرية كارل روجرز في الشخصية أصلاً عن نظرية ترتكز على العمل في العلاج النفسي وتغيير السلوك وبالرغم من أن النظرية نشأت كالتحليل النفسي عن جهود مكرسة لمساعدة المصابين باضطرابات فإن نظرية روجرز متحررة نسبياً من مدلولي بنية الشخصية المعقدة ومراحل النمو.
فروجرز يلح على أهمية التنظيم الكلي أي الشخص ويطلق روجرز على كلية الخبرة اسم المجال الفينومينولوجي وهو الإطار المرجعي للفرد الذي يمكن ألا يقابل واقعاً خارجياً، فنحن نسجل خبرتنا أو نرمزها ثم نتفحص خبرتنا أو نرمزها ثم نفحص أشكالنا الرمزية في ضوء الخبرة الجديدة للعالم.
وبهذه الطريقة نستطيع التصرف بالاعتماد على معلومات موثوقة وأن نكون واقعيين في سلوكنا ولولا ذلك لما انتبهنا إلى الأخطاء التي ارتكبناها و لتصرفنا بصورة غير واقعية.
الذات:
قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن
